قراءة تكتيكية لمباراة الوداد البيضاوي و مانشستر سيتي - 2025

الموعد: الأربعاء 18 يونيو 2025 – 17:00 غرينيتش  
الملعب: لينكولن فاينانشل فيلد، فيلادلفيا – سعة 67.000 متفرّج 
الحَكَم: البرازيلي رامون أبّاتي
طقس متوقّع: 29° مئوية، رطوبة 65%، نسيم جنوب‑غربي بسرعة 12 كم/س

 

مباراة الوداد البيضاوي و مانشستر سيتي

ما بين أسوار فيلادلفيا التاريخية وصخب شوارع الدار البيضاء الحديثة، تتقاطع أحلام جماهير الوداد البيضاوي و مانشستر سيتي في مواجهة تُجسِّد صدام الثقافات الكروية. يشكِّل اللقاء أوّل اختبار رسمي لنسخة 2025 المُوسَّعة من مونديال الأندية (32 فريقًا، نظام كل أربع سنوات)، حيث يسعى كل طرف لإعلان نفسه مبكرًا كقوة لا يُستهان بها. وتعزّز قيمة المباراة كونها تأتي في مستهل دور المجموعات، ما يجعل الخطأ غاليًا والنجاح مضاعف الأثر على حظوظ التأهّل.

على الورق تبدو الكفّة راجحة بقوة لسيتي المدجَّج بالنجوم والأرقام القياسية، لكن الوداد يملك إرثًا إفريقيًا عريقًا وروحًا قتالية ازدهرت على مرّ المواسم، إضافةً إلى قاعدة جماهيرية تهتف بشعار «روح القلعة الحمراء» أينما حلّ الفريق.


السياق التاريخي والبطولي

  • الظهور الثاني للوداد في المونديال بعد نسخة 2017 التي ودّعها في ربع النهائي أمام باتشوكا المكسيكي، بينما يخوض مانشستر سيتي البطولة لأول مرة بعد تتويجه بدوري أبطال أوروبا 2023‑24 على حساب بايرن ميونيخ.
  • شهد النظام الجديد تقسيم الأندية إلى ثماني مجموعات رباعية، يتأهّل منها صاحبا المركزين الأول والثاني مباشرةً إلى دور الستة عشر. الوداد وسيتي يتواجدان في المجموعة السابعة رفقة يوفنتوس (إيطاليا) وسوون بلووينغز (كوريا الجنوبية)، ما يرفع سقف الإثارة منذ الجولة الافتتاحية.
  • تُعتبر هذه المباراة أول مواجهة رسمية بين نادٍ مغربي ونادٍ إنجليزي منذ لقاء الرجاء وتشيلسي في نهائي كأس العالم للأندية 2013، حين فاز الإنجليز 2‑1 بصعوبة، ما يبعث لدى الوداد رغبة في «ردّ الاعتبار» لسمعة الكرة المغربية أمام عمالقة البريميرليغ.


التشكيلة المتوقعة وخيارات الدكّة

الفريق الرسم    الـ11 الأساسي المُرجَّح أبرز بدلاء "التأثير السريع"
مانشستر سيتي 4‑2‑3‑1 إديرسون؛ ريكو لويس، روبن دياش (قائد)، جوشكو جفارديول، ريان آيت‑نوري؛ رودري، تياخاني رايندرس؛ سافينيو، ريان شرقي، عمر مرموش؛ إرلينغ هالاند فيل فودين، برناردو سيلفا، ناثان آكي، أوسكار بوبيت، نيكو غونزاليس
الوداد 4‑3‑3 مهدي بنعبيد؛ محمد موفيد، يوسف ديراني، عبد المنعم بوطويل، سعد نصّيك؛ إسماعيل مترجي، المهدي مبارك، أسامة زمراوي؛ نور الدين أمرابط، صامويل أوبينغ، محمد رايحي زكرياء فاتي، كاسيوس مايْلولا، رضا الجعدي، أسامة فتاح، أيمن الحسوني

غيابات بارزة
مانشستر سيتي: ماتيو كوفاتشيتش (تمزق وتر أخيل)، جاك غريليش وكايل ووكر خارج القائمة لاعتبارات فنية؛ كيفن دي بروين غير مسجل بسبب إصابة مطوَّلة.
الوداد: أيوب العملود (رباط صليبي)، يحيى جبران (إيقاف مباراتين آسيويتين امتدَّت للفيفا)، زهير المترجي (عدم الجاهزية البدنية).

ملاحظات على مقاعد البدلاء

  • فودين وسيلفا يمنحان بيب غوارديولا قدرة على تغيير الشكل إلى 4‑1‑4‑1 أو 3‑2‑2‑3 حسب مجريات اللقاء.
  • لدى المدرب الهولندي سفين فاندنبروك ورقة الشاب أسامة فتاح صاحب السرعة الفائقة على الخط، وقد يدفع به مبكرًا إذا لزم الأمر لضرب دفاع سيتي المسطَّح.


قراءة تكتيكية مفصَّلة

عندما يهاجم مانشستر سيتي

  1. تحوّل 3‑2‑5 ديناميكي: عند البناء يتحرك آيت‑نوري إلى نصف المسافة بين الظهير والجناح، بينما يهبط لويس كظهير مقلوب بجانب رودري، فيغطي جفارديول المساحة خلفهما. هذا التحول يصنع شبكة تمريرات على شكل "W" لتسريع دوران الكرة.
  2. سياسة الجناح العكسي: دخول مرموش من اليسار وسافينيو من اليمين يفتح الأروقة لآيت‑نوري ولويس، ويخلق كثافة عددية حول منطقة الجزاء تعقِّد مهام ثلاثي وسط الوداد.
  3. عين شرقي على المسافة: يتحرّك صانع الألعاب الجزائري الأصل بين خطوط الدفاع ليمرر بينية لهالاند أو يجرّ أحد قلوب الدفاع لتوسيع الفجوة.
  4. Plan B عرضي: إذا فشل الاختراق العمودي، يوجِّه سيتي اللعب إلى الأطراف لاستهداف القائم البعيد عبر عرضيات جفارديول المتقنة.

عندما يستحوذ الوداد

  1. 4‑1‑4‑1 مرنة: زمراوي ينزل خلف ثنائي المحور ليمتص ضغط سيتي، فيما يتراجع أمرابط ليتحوّل أحيانًا إلى لاعب وسط خامس مكوِّنًا شكل 4‑5‑1 للمحافظة على التوازن.
  2. الكرة الثانية: يستهدف بنعبيد أوبينغ بالكرات الطويلة مستغلًا قوته البدنية (85% نجاح في الالتحامات الهوائية بدوري أبطال أفريقيا)، لتأمين الكرة الثانية لمترجي ورايحي.
  3. الهجمات العكسية: عند استعادة الكرة، يكون التوجيه الأول نحو الجناح الأيمن مترجي الذي يمتلك معدّل تسارع (0‑25م) خلال 3.2 ثوانٍ، ليختبر مدى جاهزية آيت‑نوري دفاعيًا.

الضغط والتحولات

الوضعية مانشستر سيتي الوداد
بالكرة 672 تمريرة متوقعة، 17.4 تسديدة، xG 2.43 287 تمريرة متوقعة، 9.0 تسديدة، xG 0.89
دون كرة PPDA 8.1 (ضغط شرس على الثلث الأول) PPDA 14.7 (كتلة متوسطة + مصائد جانبية)
التحول من هجوم لدفاع استرجاع خلال 8 ثوانٍ بمتوسط 4 لاعبين ارتداد خط 4 وسط إلى عمق 30م ثم ضغط ثنائي على حامل الكرة

الصراعات الفردية الحاسمة

  • إرلينغ هالاند × يوسف ديراني: ديراني يتفوق في الكرات الهوائية (73%) لكن يعاني أمام اللعب خلف ظهره؛ سيتي سيستغل هذا بثنائيات شرقي‑هالاند.
  • آيت‑نوري × إسماعيل مترجي: اختبار هام لظهير سيتي الجديد العائد من وولفرهامبتون، خصوصًا في التحول الدفاعي.
  • رودري × المهدي مبارك: صراع الاتزان والربط؛ قدرة مبارك على الضغط بزاوية جسد صحيحة تقلّل من دقة تمريرات رودري العمودية (94% نجاح).
  • سافينيو × سعد نصّيك: الشاب البرازيلي يمتلك مراوغات بمعدل 5.3/90د؛ الظهير المغربي سيحتاج لمساندة أمرابط للحد من خطورته.


أرقام وحقائق قبل اللقاء

الإحصائية (2024‑25) مانشستر سيتي الوداد
متوسط الاستحواذ 63% بالبريميرليغ 54% بالدوري المغربي
معدل التمريرات المكتملة/90 635 365
أعلى هدّاف هالاند – 36 رايحي – 11
أفضل صانع برناردو سيلفا – 14 مترجي – 7
سلسلة اللا‑هزيمة 7 مباريات 3 مباريات
نسبة نجاح الضغط 31% 26%
نسبة فوز المحاكاة (Opta) 87.2% 7.2%

حقائق إضافية: سجل سيتي خارج أوروبا في البطولات الرسمية هو 11 فوزًا من أصل 14 مباراة، بينما انتصر الوداد على فرق من خارج إفريقيا في 4 من آخر 10 مباريات ودية ورسمية.


مفاتيح الفوز

مانشستر سيتي

  • ضبط الإيقاع باكرًا: هدف مبكر يزيد المساحات في كتلة الوداد.
  • التفوق على الكرات الثانية: منع انعكاس الهجمات الطولية لأوبينغ.
  • تنويع طريقة التقدم: اللعب عبر الأطراف لتجنب ازدحام العمق بوطويل‑ديراني.

الوداد

  • إحباط الضغط العالي: تدوير الكرة إلى جانبَي الملعب لإخراج سيتي من العمق.
  • استغلال الثابتات: بوطويل ونصّيك برؤوسهما القوية مع كرات مترجي الموزونة.
  • تحويل الطاقة الجماهيرية: أكثر من 15.000 مغربي متوقع حضوره، ما قد يعطي زخمًا نفسيًا للفريق.


توقعات وتحليلات الخبراء

يقول بيب غوارديولا في المؤتمر الصحفي: «احترام الخصم لا يعني التخلي عن شخصيتنا، سنلعب بطريقتنا المعتادة». في المقابل، صرّح فاندنبروك: «نحن لسنا هنا للسياحة، نؤمن بأن الكرات الثابتة قادرة على إزعاج أي فريق مهما بلغت قيمته السوقية».

بحسب نموذج Opta Supercomputer تظل نسبة فوز سيتي 87%، لكن ذات النموذج يمنح الوداد 19% احتمال خطف التعادل، خصوصًا إذا حافظ على شباكه نظيفة حتى الدقيقة 60. إحصائيًا، فرق البريميرليغ التي تفشل في التسجيل قبل الدقيقة 55 ضد خصوم تلعب بكتلة متوسطة تحقق الفوز بنسبة 58% فقط.


جدول زمني متوقَّع للمباراة

الدقيقة السيناريو المرجّح ملاحظات تكتيكية
1‑15 سيتي يستحوذ 75% اختبار قدرة الوداد على تحريك الكتلة مع الكرة
16‑30 فرصة/هدف محتمل لسيتي استغلال نصف مساحة ديراني‑نصّيك
31‑45 هدوء نسبي وضغط مغربي مرتدّ هدف رد سريع إن أُتيحت كرة ثابتة
46‑60 تغييرات هجومية من غوارديولا إن استمر التعادل دخول فودين أو سيلفا لزيادة الإبداع
61‑75 إرهاق بدني للوداد التحول إلى 5‑4‑1 للحفاظ على النتيجة
76‑90 بحث سيتي عن الحسم أو استفادة الوداد من المرتدّات احتمالية ركلات الترجيح معدومة لدور المجموعات

الأسئلة الشائعة

السؤال الإجابة المختصرة
كيف أشاهد المباراة في المغرب؟ قناة "الرياضية" الأرضية وDAZN بتعليق عربي
هل سيشارك جاك غريليش؟ لا، خارج القائمة لأسباب فنية
ما خطورة الرطوبة على اللاعبين؟ يُتوقع توقف تبريد رسمي عند كل شوط لتجنّب الإجهاد
هل سيؤثر فارق التوقيت على الوداد؟ الفريق وصل فيلادلفيا قبل 6 أيام لإزالة أثر الـ5 ساعات فرق
هل هناك تقنية نصف آلية للتسلل؟ نعم، FIFA تطبق SAOT كما في مونديال 2022

خلاصة

قد لا تكون موازين القوى متكافئة، لكن كرة القدم لا تُقاس بالقيمة السوقية وحدها؛ الروح، الذكاء التكتيكي، واستثمار اللحظات الحاسمة قد يقلب الطاولة. فوز سيتي يمنحه أفضلية نفسية قبل مواجهة يوفنتوس، بينما نتيجة إيجابية لوداد ستشعل المجموعة وتؤكد علو كعب الكرة المغربية على المسرح العالمي.

تذكير: صافرة البداية في 17:00 غرينيتش – لا تفوّتوا المباراة!

أحدث أقدم